عذرا...ايها الشهداء
لا يمكن قطع علاقتنا بإسرائيل بسبب فيلم
هكذا جاءت كلمة النهاية على لسان وزير الخارجية احمد ابو الغيط
و كأن هذا الفيلم ليس دليلا على قتل مائتي و خمسين جندي مصري عزل في حرب سبعه و ستين
بالتأكيد عندما ذهب هؤلاء الجنود للحرب كان إمامهم احد أمرين
إما العودة بالنصر و العزة
و إما العودة بالشهادة
و في كلتا الحالتين تصوروا أن وطنهم سيكون فخورا بهم
بالتأكيد تصوروا أنهم لو انتصروا سيذكرهم التاريخ
و لو استشهدوا ستحفر أسمائهم في وجدان وطنهم
و لكن جاءت النهاية تحمل أمرا ثالثا
فقد كان لبلدهم رأيا آخر
فقد لفظهم الوطن و أهدر دمهم و نسى أنهم أبنائه
هكذا ضاع دم الشهداء. و لكنه ضاع بأيدينا
هكذا أذاع التليفزيون الأسرائيلى فيلم وثائقي يوضح مقتل أسرانا العزل بمنتهى الوحشية بدم بارد على يد الجنود الإسرائيليين
و هكذا استقبلنا الأمر بمنتهى الهدوء و كأن شيئا لم يكن
نعم المصري دمه رخيص
إسرائيل تلك التي نرفض قطع علاقتنا بها بسبب فيلم
دمرت هي بلدات كاملة في الجنوب اللبناني من اجل مقتل جنديين اسرلئيليين و اسر آخرين على يد حزب الله
و لم تقل لن اخسر لبنان من اجل جنديين
إسرائيل التي دمرت فلسطين من اجل جندي واحد أسرته حماس
و لم تقل لن اخسر علاقتي بفلسطين من اجل جندي واحد أسير
بينما تنازلنا نحن عن دم عشرات الشهداء
و الغريب أن بعض المسئولين في وزارة الخارجية يؤكدون بمنتهى الحماس أن التحقيقات مستمرة منذ سنة 1995
إذن إلى ماذا توصلتم أيها السادة على مدار اثني عشر عاما متواصله من التحقيق
اخبرونا بنتيجة كل هذه السنين من التحقيقات
اى زمن هذا الذي نعيشه؟