الأمن المركزى.............نظرة بعمق
كان الشارع مصطف بعربات الأمن المركزي. و لعل هذا مشهد مألوف الآن في الشارع المصري
فهم موجودون في كل مكان
و بالطبع كان الطريق متوقف، و لا اعرف لما كان عساكر الأمن المركزي مستعدين
كنت غاضبة جدا من هذا المشهد الذي تكرر كثيرا. و كنت في قمة ضيقي بسبب تأخري على موعدي
كنت انظر لتلك العربات المصطفة و هؤلاء العساكر المستعدون
حتى وقعت عيني على احدهم، و نظرت إليه
كان يتأمل السيارات المارة، و كأنه يتساءل. ترى هل سيمتلك واحده يوما ما
لم يلحظني و لم ينظر إلى
شعرت إن وجهه كما لو رأيته من قبل. نعم فهو يشبه آلاف المصريين البسطاء
لم استطع أن أتخيله و هو يرفع تلك العصا و يضرب بها مصري مثله. لقد شعرت انه منا و ليس منهم
انتقلت إلى عدة وجوه أخرى تقف إلى جواره على و ضع الاستعداد في انتظار اشاره
و لكنهم يشبهوننا كثيرا
و هنا عدت بذاكرتي تلقائيا عدة أسابيع إلى الوراء. حيث انتخابات اتحاد الطلبة
حين خرجت من الكلية لأجدهم متأهبين، منتظرين، يقفون في صفوف، في انتظار اشاره
كنت أسير وسط تلك الصفوف أتأمل الوجوه لم تكن بالقسوة التي تصورتها بل على العكس تماما
حتى وصلت إلى أول الصف، حيث كان يقف قائدهم، ضابط برتبة كبيرة، مستعد بشدة، و كأنه سيحارب إسرائيل
نظره مثبت تجاه الكلية و مستعد لإلقاء اشاره، و لكنه لا يشبهنا
انه يدرك جيدا ما يفعل، و يعي بشدة لما يدور حوله، و لكن هؤلاء العساكر البسطاء للأسف معتقدون أنهم يخدموا الوطن
نعم يمكن أن التمس لهم العذر فهم مخدوعين. إلى جانب أنهم مقهورين، مضطرين إلى تنفيذ تلك الأوامر التي قد لا يستوعبوها
نحن متشابهون كثيرا، فكل منا يشعر بالقهر