نظرة الى المستقبل
هل تعرف ما هو أسوأ أنواع الشعور؟؟؟؟
انه الشعور باليأس.
نعم الشعور باليأس شعور قاتل لأنك إذا فقدت الأمل ستفقد الرغبة في كل شيء.
هل يشعر المصريون بالأمل في غد أفضل؟؟؟؟
ببساطة لا. فبمجرد إلقاء نظرة على الماضي و مقارنته بالحاضر، سيجدوا انه لا داعي للتفكير في شكل المستقبل.
إذن، ألا يحلم المصريون بتحقيق شيء ما؟
بلى، يحلمون بأن يمر اليوم على خير ثم يحلها ربنا غدا.
لقد سمعنا عشرات الوعود و التصريحات و نحن نعلم إنها لن تتحقق. والذي وعد و صرح يعرف إنها لن تتحقق. و لكن لأدهى انه يعي تماما إننا نعرف انه يخدعنا. و المثير إننا ندرك إننا مخدوعون. سنوات بل عقود و نحن نعيش في تلك الدائرة التي لن يستطيع استيعابها إلا من عاش في مصر.
وهنا تتجلى الجملة التي قالها يوسف وهبي: و ما الدنيا إلا مسرح كبير. هم يمثلون إنهم صادقون، و نحن نمثل إننا مصدقين.
و بالتالي فقدنا الأمل. فلا أمل في الإصلاح و على الصعيد الآخر لا أمل في التغيير.
اعلم جيدا إننا فقدنا الأمل. و لكن أخشى من الدخول في المرحلة اللاحقة و هي فقدان الرغبة، و من ثم الشعور باليأس.
و ربما وصل لهذه المرحلة عدد كبير بالفعل.
و حتى إذا اتفقنا على عدم اهتمام قطاع عريض بالسياسة، و لن يهتم هذا القطاع بحدوث تغيير أم لا.
و لكن لا شك أن السياسات الحكيمة تؤثر على الجميع. حيث البطالة و انعدام فرص العمل، و غلاء الأسعار و عدم قدرة المواطنين على سد حوائجهم. إلى جانب الفساد الذي ضرب جذوره في كل شبر من ارض الوطن.
و عند بلوغ مرحلة اليأس لن يجد المواطنين و خاصة الشباب إلا طريقين.
إما الانحراف الفكري و الأخلاقي، و إما التطرف الديني.
مع تأثير كل منهما على المجتمع بشكل سلبي و أعادته إلى الوراء-أكثر ما هو راجع-.
فالاتجاهين سيجعلوننا في مواجهة انهيار اخلاقى مدمر. و على الصعيد الآخر تزمت فكرى و ربما إرهاب مسلح.
إن ما يحدث الآن قبل أن يوصل الناس للشعور باليأس، سيجعلهم يفقدون انتمائهم لهذه البلد.
و لعل فقد الشعور بالانتماء قد وصل لعدد كبير بالفعل.
لذا نحن الآن في مرحلة خطيرة. لا يعلم احد كيف ستنتهي و لا كيف تكون النهاية.
ترى كيف يكون شكل المستقبل؟