Tuesday, September 12, 2006

الأحزاب الديكورية

يكاد يكون تراجع ضياء الدين داود عن قراره بالتنحي عن رئاسة الحزب الناصري أمر متوقع و بديهي. و قد برر المؤيدين للقرار موقفهم بأنهم خائفون من الانشقاقات التي قد تحدث لاحقا و كأن امر الحزب كله متوقف على شخص. لم يكن القرار غريب أو لافت للنظر. و لكن ما لفت نظري حقا أن الأحزاب تكاد تكون نسخه مصغره للدولة. حيث تفتقد معظم الأحزاب مصطلح تداول السلطة. و لا يرون أن هناك بديل مناسب لرئاستهم. فهل في رأى المؤيدين لبقاء ضياء الدين داود انه يجب أن يرأس الحزب مدى الحياة. من الطبيعي جدا إذن أن تفقد تلك الأحزاب شعبيتها. فكيف يطالبون بتحقيق أشياء خارج الحزب عجزوا عن تحقيقها في داخله. لذلك من المستحيل أن تكون الأحزاب عضوا فاعلا في الحياة السياسية. فهي في رأيي أحزاب غير شرعية لأن الشرعية تستمد من الشعب. بينما الشعب غير مؤمن بها ولذلك لا يمكنه الالتفاف حول أحزاب ديكورية.